فرحان ودراهم ام صلال إياد الصالحي

في منتصف الاسبوع الماضي انفرد الزميل المجتهد مؤنس عبد الله بتصريحين مهمين للاعبين رزاق فرحان وباسم عباس اثارا تساؤلات الشارع الرياضي المتعطش دائما لاخبار النجوم لاسيما الغائبون منهم على مسرح المنتخب تحت ذرائع شتى . وبالرغم من اهمية مانقله الزميل مؤنس عن لسان فرحان وعباس نظراً لاختلاط الاوراق في قضية كل منهما الى درجة توارد اخبار متضاربة هنا وهناك جيّر بعضها لصالح اللاهثين وراء التلميع بدهون الفبركة على حساب العمل المهني المجرد من الأنا والباحث عن الحقيقة وإن كانت مرّة ..! بالرغم من ذلك الا ان زميلنا عاش في دوامة من القلق إثر تلقيه مكالمات متباينة في الرؤى رمت الى استفزازه والتشكيك بصحة ما أورده بسبب تناقض تصرفات وتصريحات النجمين نفسيهما !

فالاول كان فرحان جدا وهو يخضع لمنطق القرار الاتحادي القاضي بتقديمه اعتذاراً رسمياً يتيح له الانضمام الى صفوف المنتخب بعد ان جسّ نبض مدربه وبعض اعضاء اتحاد الكرة الراغبين جميعا في تسوية قضيته من دون تسويف ، وكان حمد اكثر الداعمين لخطوة الاعتذارالمنطقي للتخلص من تداعيات استدعائه فيما لو ضرب عقوبته عرض الحائط ،مستدركا خطأ سابقاً عندما أصرعلى الاستعانة بيونس محمود في مباراته امام المنتخب الكويتي الاولمبي يوم 15/4/2004 التي خسرها (0-2) برغم ان اتحاد الكرة اوقف يونس ستة اشهر في الرابع من الشهر نفسه على خلفية مشاجرته مع الملاك التدريبي في تصفيات كأس العالم 2006 !
اللامنطقي في تبرير فرحان انه يجد صعوبة في الانسجام مع تشكيلة حمد وكأنه لم يلعب مع الاسماء ذاتها في نهائيات امم آسيا ودورة اثينا الاولمبية وخليجي 17 في عام 2004 ، ودورة غرب آسيا الثالثة عام 2005 ، ووجوده في المراحل التحضيرية لتصفيات أمم آسيا وخليجي 18 في عام 2007 ، ثم اذا سلمنا بذلك فماذا سيكون حال زميله جاسم سوادي الذي تم تسريحه من المنتخب منذ اعفاء الالماني بيرند ستانج في الخامس من تموز 2004 حيث غاب سوادي نهائيا عن المنتخبات الوطنية؟.
نعتقد ان رزاق فرحان كان جاهزاً للعب 100% ولديه طاقة هائلة لخدمة المنتخب أفضل بكثير من بعض الأسماء الاساسية الا انه ارتضى ان يكون كبش فداء في قضية باتت تهدد الاتحاد بالتمزق واراد حمد اغلاقها من لسان اللاعب نفسه دفعا للاحراج فيما لو خسرالرهان عليه فلديه مايكفيه من اوراق يخشى ان تخذله مثلما صُدم بها في الدوحة ..!
ولاندري هل ستصمد قناعة فرحان بتضحيته هذه فيما لو خرج منتخبنا من التصفيات لاسامح ؟ عند ذاك لن نقول سوى ترقبوا رد فعله في اول تصريح لوسائل الاعلام!
اما بخصوص باسم عباس فقال لزميلنا بانه سيجري عملية سحب الظهر في الاردن يمنح بعدها راحة أمدها 25 يوما ما يعني عدم صلاحه للعب مع المنتخب في المباريات المتبقية وعلى هذا الاساس تمسك حسين سعيد في حواره مع (المدى الرياضي) الاربعاء الماضي بما جاء في تقريره الطبي للرد على الممتعضين من استبعاده ، فماذا تغيّر بين ليلة وضحاها ؟
حقيقة سررنا كثيرا بأدائه الدفاعي والهجومي المركّب الذي أسنده له الفرنسي لوران بانيد مع ان جاهزيته لم تكن مثالية ،ويبدو القول المأثور بأن (الدراهم كالمراهم ) كان مفعوله سريعا بعد ان لوّحت ادارة نادي أم صلال بمكافآت مغرية لانتزاع كأس الامير،ما دفع عباس للاستقتال بشراسة لاثبات آهليته بدليل انه نفذ واحدة من اصعب الحركات (الدبل كيك) فكيف جاهر بانه يحتاج الى عملية سحب الظهر قبل المباراة بأيام؟
نتمنى الخير والرفاه لنجومنا وسنبقى داعمين لهم في مهمتهم الوطنية لكننا في الوقت نفسه لانتمنى لهم ان يضعوا الاعلاميين موضع شك امام الجماهير اثناء ادلائهم بتصريحات مبطنة سرعان ما تنفضح حقيقتها بعد مدة قصيرة ،فالصدق مزية لاغنى عنه اثناء تعامل النجوم مع الاعلام ، والصراحة تضيء الطريق الى قلوب الناس مهما كانت عتمة الحدث ، حكمة بسيطة نأمل ان يعي معناها هذان اللاعبان

والله الامور في منتخبنا عجيبة غريبة كما هي الحال في شوارعنا
مجهودك مميز يسلموا