لماذا الهجوم على الاسلام

قد يكون من المستغرب ان تستهدف اقوى دولة في العالم وقائدة النظام العالمي الجديد العالم الاسلامي المفكك والضعيف والذي لا يملك اي شكل من اشكال القوة لا المالية ولا العسكرية بمقاييس اليوم ويترك الصين وروسيا والهند هذه الدول النووية ذات الاقتصاد المتنامي ومن المستغرب ايضا ان تنسى اوربا عدائها لامريكا ومنافستها التجارية والمالية وتتحالف مع امريكا ضد الاسلام في افغانستان وتناور وتداهن في فلسطين والعراق اليس من المستغرب ذلك .
نعم ولكن هذه الغرابة تزول اذا علمت بأن امريكا تخشى من الاسلام ان ان يكون المشروع العالمي البديل للنظرية الرأسمالية التي اعلنت افلاسها كما افلست من قبلها الشيوعية وهذا الكلام ليس وليد اللحظة بل هو توقعات لعلماء متخصصون بعلم الاجتماع وخبراء بالسياسة الاستراتيجية يجدون في الاسلام المقومات لان يكون نواة لحضارة عالمية جديدة والذي يسارع في هذا التوجه هو الوجه المخزي للرأسماية التي تدوس على القيم الانسانية وعلى الاخلاق وتحول الانسان الى مجموعة من النزوات والشهوات والتي تستمر بأراقة الدماء في كل دول العالم من اجل بقاء سيطرة الاغنياء على الفقراء ومن اجل تركيع الشعوب عن طريق التجويع المتعمد لهذه الشعوب بعد استنزاف ثرواتها.
الهجمة الامريكية على العالم الاسلامي وعلى قلب هذا العالم الا وهو العراق الهدف منه الحرب الاستباقية حسب مفهوم المخططين الاستراتيجيين صقور البيت الابيض الذين يعدون العدة ويضعون المخططات تلو المخططات من اجل ان يبقى العالم الاسلامي على الوضع الذي هو فيه من التفكك والتناحر والتحزب الطائف والعرقي والاثني .
فلن ينتهي المشروع الامريكي في المنطقة حتى تحقق امريكا السيطرة التامة على شعوب هذه المنطقة وتشمل العالم الاسلامي بكامله او ما يسمى بالشرق اوسط الجديد .
وكل من يلهث وراء المشروع الامريكي سواء بالدعم الاستخباراتي او الاقتصادي لينال رضى بوش والادارة الامريكية القادمة لن يجد نفسه الا كسراب يحسبه الظمآن ماءا .
ولن تطول الايام حتى يندم كل من ساعد او سكت او جارى المشروع الامريكي وسوف الندم الذي لا فائدة منه وسوف يتجرع الموت الف مرة بدل ان يتجرعه مرة واحدة .

الوقت الذي بدأ المسلمون فيه طريق العودة إلى دينهم، والتمسك بعقيدتهم، والعمل للعيش في ظل كتاب ربهم، وسنة نبيهم، في هذا الوقت اشتدت الحملة ضد الإسلام والمسلمين من داخل العالم الإسلامي، وحتى يكون شباب الأمة الإسلامية على علم بأبعاد المؤامرة على دينهم وعقيدتهم، عليهم أن يعرفوا طريق الخلاص من هذه المؤامرة وكيف يواجهونها وكيف ستكون العاقبة إن شاء الله تعالى .
تحياتي القلوب